"... عليها فرقاً منک وخوفاً، وطمعاً، وانت الکريم الذي لايقطع الرجاء..." دعاء الزهراء عليه السلام الخاص بتعقيب صلاة العصر، حيث جاء في احدها مايأتي: (اللهم فوضت أمري اليک والجأت ظهري اليک، واسلمت نفسي اليک بما جنيت عليها فرقاً منک وخوفاً، وطمعاً، وانت الکريم الذي لايقطع الرجاء، ولايخيب الدعاء...)
هذا المقطع من دعاء الزهراء عليه السلام، حدثناک عن قسمه الاول وهو (التفويض، والالجاء، والتسليم،) حيث اوضحنا – سابقا – الفارق بين المصطلحات المذکورة... اما الأن فنحدثک عن القسم الأخر وهو بدوره يتضمن مصطلحات يتعين علينا توضيح الفوارق بينها، وهي اولاً:
الفارق بين عبارة(فرقاً)منک، وعبارة(خوفاً)وکذلک ما يتصل بالجملة الاخيرة الذاهبة الى عدم مقطع الرجاء، وعدم تخييب الدعاء اذن: لنتحدث عن هذه الظواهر...
بالنسبة الى الفارق بين الخوف والفرق، ان الخوف هو مصطلح عام يشمل ما يخشى منه بنحو مطلق، واما الفرق فهو الخوف المصحوب بالاهابة من الشئ بحيث يتسم بالشدة، والمهم ان هذا الفارق بينهما ينبغي ان نستخلصه من عبارتي الدعاء المذکورتين، فنقول: ان عبارة (فرقاً منک وخوفاً) تعني:ان العبد الجاني على نفسه لابد وان يحس بالاهابة من العقاب، اي: شدة الخوف... لکن بما ان النصوص الشرعية – طالما تؤکد بان العبد عليه ان يتأرجح بين الخوف والرجاء، تجئ العبارة المتضمنة مصطلح (الخوف) مصحوبة بعبارة (طمعاً) فتکون العبارة بهذا النحو (وخوفاً وطمعاً) اي: جاء الخوف هنا في سياق ضده وهو الطمع بالمغفرة...
هنا يتعين علينا ان نحدثک عن الفاعلية التي يتضمنها خوف الانسان وطمعه في آن واحد... فمل هي الفاعلية المذکورة...؟
الجواب:من الزاوية النفسية نعرف تماماً بان الانسان اذا خاف مطلقاً من العقاب بحيث اذا مارس ذنباً، فخاف من العقاب مؤکداً حينئذ يدخل عليه الناس فلا يستطيع مواصلة عمله العبادي لانه يائس من المغفرة... والعکس هو الصحيح ايضاً، فاذا کان يرجو المغفرة وحدها، بحيث يقول مع نفسه: لقد اذنبت ولکن الله تعالى يغفر الذنب، حينئذ يظل ممارساً للذنوب تحت حجة الغفران ولذلک فان الاتجاه الصحيح هو: ان يتأرجح العبد بين الخوف والرجاء بحيث – کما يقول النص الشرعي – اذا اتى بعبادة الثقلين، يظل – مع ذلک راجياً وطامعاً بمغفرة الله تعالى...
والآن نتجه الى القسم الثاني من المقطع وهو (وانت الکريم الذي لا يقطع الرجاء، ولايخيب الدعاء)... فماذا نستلهم منه؟
واضح: ان عدم قطع الرجاء يقترن بعدم خيبة الدعاء اي: ان من يرجو المغفرة لايخيب دعاؤه: کما يتصور، ولکن – في الآن ذاته – لابد وان نستحضر التأرجح بين الخوف والرجاء، وان نتعامل مع الرجاء بنحو يتوافق ومعرفتنا بکرم الله تعالى... لذلک اردف الدعاء کلمة(طمعاً)بظاهرة کرم الله تعالى وعدم انقطاع الرجاء من ذلک...
وتجئ عبارة (عدم تخييب الدعاء) بعد عبارة (لايقطع الرجاء) تأکيداً لأهمية الدعاء اي: الدعاء له اهميته في جعل (الرجاء) من الغفران: موضوعاً له فاعليته...
اذن امکننا ان نتبين اسرار المقطع المذکور، سائلين الله تعالى ان يغفر لنا ذنوبنا وان يوفقنا الى ممارسة الطاعة، والتصاعد بها الى النحو المطلوب.
بقلم الدكتور محمود البستاني
الى متى يا مهدينا الى متى هذا الغياب عجل على ظهورك إذا كنا مع الحق فلا نبالي
بسم رب الزهراء عليها السلام
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على بنت من آعذر وآنذر السلام على روح القدس في عالم الذر
وآسعد الله آيامنا وآيامكم بطاعة الله ورضا المولى
حبيبتي الفاطمية بارك الله فيك وسدد الرحمن خطاك
دمتم بحب ورعاية الزهراء
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
أشكرك أختي الغالية على الطرح الرائع
جزاك الله ألف خير
ووفقك لما يحب ويرضى
بحق محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين و عجل فرج وليهم يا كريم ,,
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
شكرا جزيلا لك أختي الكريمة على هذا الطرح ,
موفقة لكل خير .
اللهـم صـل علـى محمـد وآل محمـد